صحة نفسيةصحة وطب

كل ما ترغب معرفته حول متلازمة ستوكهولم

عندما نرى فى الأفلام، أن هناك فرصة للضحية للهرب ولكنها لا تستغل هذه الفرصة، ونتعجب من هذا الفعل! على الرغم من صعوبة الإقتناع، ولكن بعض الضحايا يبررون للمجرمين أفعالهم بل وقد تتضامن معهم!! كيف هذا ولماذا يحدث؟ هذا ما نتعرف إليه في مقالنا اليوم، ونتعرف على متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome وندرك تفسير هذا الفعل غير المنطقي.

متلازمة ستوكهولم Stockholm syndrome

عادةً ما ترتبط متلازمة ستوكهولم بحالات الاختطاف البارزة وحالات الرهائن. ولكن لا تندهش من معرفة أنه قد يصاب الأشخاص العاديون أيضًا بهذه الحالة النفسية استجابة لأنواع مختلفة من الصدمات.

بعد فهم هذه المتلازمة جيدًا، ستجد أن من حولك العديد من يعانون من متلازمة ستوكهولم.

متلازمة ستوكهولم

متلازمة ستوكهولم هي استجابة نفسية، وتحدث عندما يترابط الرهائن أو ضحايا الإساءة مع آسريهم أو المعتدين عليهم. ويبدأ هذا الارتباط النفسي في التظور على مدار أيام أو أسابيع أو شهور أو حتى سنوات من الأسر أو سوء المعاملة.

في هذه المتلازمة، قد يتعاطف الرهائن أو ضحايا الاعتداء مع المجرمين. وهذا عكس الخوف والرعب والازدراء الذي قد يتوقعه الضحايا في هذه المواقف.

وقد يكون بعض الضحايا مشاعر إيجابية تجاه خاطفيهم، وقد يشعرون كما لو أنهم يتشاركون أهدافًا وأسبابًا مشتركة.

وليس ذلك فحسب، بل وقد تبدأ الضحية في تطوير مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو السلطات التي ترغب في إنقاذها. وقد يستاءون من أي شخص قد يحاول مساعدتهم على الهروب من الموقف الخطير الذي يعيشون فيه.

ولكن لا تحدث هذه المتلازمةة مع كل رهينة أو ضحية، وليس من الواضح سبب حدوثها للبعض دون غيرهم.

يعتبر العديد من علماء النفس والأطباء النفسيين أن متلازمة ستوكهولم هي آلية تأقلم أو طريقة لمساعدة الضحايا على التعامل مع صدمة موقف مرعب. حيث يجب أن نتفق أن كل شخص يختلف في طريقة تأقلمه مع الضغوطات والصعوبات التي يواجهها في حياته.

بداية المتلازمة وتاريخ ظهورها

من المحتمل بالطبع، أن نوبات متلازمة ستوكهولم حدثت لعدة عقود دون ملاحظتها، ولكن تم تسميتها بهذا الاسم في عام 1973، وذلك كان عندما احتجز رجلان أربعة أشخاص كرهائن تحت تهديد السلاح داخل قبو البنك لمدة 6 أيام بعد سرقة بنك في ستوكهولم، السويد.

بعد إطلاق سراح الرهائن، رفضوا الشهادة ضد خاطفيهم، بل بدأوا في جمع الأموال للدفاع عنهم.

بعد ذلك، استخدم علماء النفس وخبراء الصحة العقلية مصطلح متلازمة ستوكهولم للإشارة إلى الحالة التي تحدث عندما يطور الرهائن علاقة عاطفية أو نفسية بالأشخاص الذين احتجزوهم أو آذوهم.

على الرغم من أنه قد يكون من الصعب فهم كيفية التعرف على الرهائن وتشكيل روابط عاطفية معهم وحتى الدفاع عنهم بعد المرور بمحنة مرعبة تهدد حياتهم.

ولكن أكد علماء النفس أن هناك العديد من الأشخاص ممن يعانون من متلازمة ستوكهولم بدون أي يدركوا أنهم في خطر أو يتعرضون للأذى.

اقرأ أيضًا:

ستوكهولم

الأعراض

يتم تقسيم أعراض المتلازمة إلى ثلاثة أعراض متميزة:

  1. يطور الضحية مشاعر إيجابية تجاه الشخص الذي يحتجزه أو يسيء معاملته.
  2. تتطور لدى الضحية مشاعر سلبية تجاه الشرطة أو أي شخص قد يحاول مساعدتهم على الابتعاد عن المختطف. بعض الضحايا قد يرفضون حتى التعاون أو الإبلاغ ضد المختطف.
  3. تبدأ الضحية في إدراك إنسانية آسريها وتعتقد أن لديهم نفس الأهداف والقيم.

تحدث هذه المشاعر عادةً بسبب الموقف العاطفي والضغط النفسي الهائل الذي يحدث أثناء الاختطاف أو الاعتداء أو حالة الخطر التي يواجهها الضحايا.

على سبيل المثال، غالبًا ما يشعر الأشخاص الذين يتم اختطافهم أو أصبحوا رهائن بالتهديد من قبل الخاطفين، لكنهم أيضًا يعتمدون عليهم بشكل كبير للبقاء على قيد الحياة. إذا أظهر الخاطف أو المعتدي عليهم بعض اللطف، فقد يبدأون في الشعور بمشاعر إيجابية تجاه خاطفيهم بسبب هذا التعاطف.

وبمرور الوقت، تبدأ هذه المشاعر في إعادة تشكيل وتحريف الطريقة التي يجب أن يعامل بها الضحايا المجرمين.

لا توجد مجموعة واضحة من المعايير المستخدمة لتحديد ما إذا كان شخص ما مصابًا بمتلازمة ستوكهولم، وقد تتداخل الأعراض مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة PTSD.

ويجب أن ننوه أن:

متلازمة ستوكهولم هي مصطلح نفسي يستخدم لشرح ردود فعل معينة، ولكنه ليس تشخيصًا رسميًا أو لا يوجد هذا المصطلح في الإصدار الأخير من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5.

ولكن هذا المصطلح تقر به هيئات القضاء والتحقيق وعلماء النفس.

أسباب المتلازمة

لم يصل العلماء إلى السبب المؤكد لحدوث متلازمة ستوكهولم عند بعض الضحايا. رجح بعض علماء النفس أنها استراتيجية وقائية ورد فعل من عقل الضحايا للتعامل مع الاعتداء العاطفي والجسدي.

تعد المتلازمة شكل من أشكال البقاء على قيد الحياة، حيث تعد استراتيجية طورها العقل للبقاء وللتكيف لمواجهة الخوف الهائل والصدمة التي يواجهها الشخص.

ولذلك تعد المتلازمة نوع من أنواع الحماية التي يقوم بها الجسم لحماية العقل من الضغط الذي يكون به.

العلاج

تعالج المتلازمة بنفس خطة علاج اضطراب ما بعد الصدمة من خلال تلقي العلاج النفسي وتناول بعض الأدوية بالإضافة إلى جلسات الدعم التي يجب أن يتلقاها الضحية.

يقوم الطبيب النفسي بتعليم الضحية آليات التأقلم الصحية لكي يتمكن الضحية من فهم أنه كان ضحية وفي خطر وكيف يمكنه المضي قدمًا والتقدم.

ولكن يجب أن نعامل الضحية على أنها ضحية، فعندما تدرك الضحية أنه كان متعاطف مع المجرم يبدأ في الشعور بالمشاعر السلبية والندم واللوم. بل إن البعض يقدمون على الانتحار، يجب أن يدركوا ويفهموا أن ما حدث لم يكن خطئهم.

متلازمة ستوكهولم من المتلازمات التي حيرت الطب النفسي لفترة كبيرة، كيف يمكن لشخص أن يتعاطف مع شخص آخر قام بإيذائه نفسيًا أو جسديًا أو عاطفيًا. ولكن بعد فهم هذه المتلازمة أدرك العديد من الأطباء أن هناك ملايين من الضحايا، مثل، ضحايا العنف الأسري لا يدركون أنهم ضحايا من الأساس.

المصدر

Mona Hesham

طبيبة حاصلة على أربع لغات، وكاتبة في العديد من التخصصات، الطبية والأسرية والمجتمع والرياضية والتغذية والسياحة.

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
زر الذهاب إلى الأعلى